السرد القصصي: السر وراء الوصول إلى ملايين الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي
Sep 10, 2024
في عالم صناعة المحتوى، يعتبر الوصول إلى ملايين الأشخاص هدفًا يسعى إليه كل من يريد أن يكون له تأثير
في آخر 30 يومًا، استطعت الوصول إلى أكثر من 4.7 مليون شخص على تطبيق "ثريد"، وهذا النجاح لم يكن صدفة
بل كان بفضل الله أولاً، ثم بفضل استخدامي لأسلوب قوي وفعال في كتابة المحتوى: السرد القصصي
كيف بدأ الأمر؟
كنت جالسًا على الشاطئ في ليلة هادئة، أستمتع بصوت الأمواج تحت ضوء القمر، وأفكر في المحتوى الذي يجب أن أصنعه. لم تكن لدي أي أفكار واضحة، إلى أن جاءني إشعار على هاتفي برسالة على واتساب. كانت الرسالة تقول
"مرحبا ماهر، أنا مستمتع جدًا بقراءة منشوراتك. كيف تكتب بهذه الطريقة التي تجعل الشخص متحمسًا لقراءة المحتوى بالكامل؟"
كانت هذه الرسالة مصدر إلهام لي لكتابة هذه المقالة، حيث أدركت أن القصة التي ترويها يمكن أن تكون مفتاحًا لجذب القراء وإبقائهم متفاعلين مع محتواك
قوة السرد القصصي
دعونا نتوقف للحظة ونفكر فيما حدث. بدأت بسرد قصة بسيطة عن تجربة شخصية، جعلتك تتخيلني وأنا جالس على الشاطئ، تسمع صوت الأمواج وتشاهد ضوء القمر. هذه الصورة الذهنية هي التي جعلتك تستمر في القراءة. كان بإمكاني ببساطة أن أقول لك أنني تلقيت رسالة من أحد المتابعين وأردت الرد عليها، لكن هذا الأسلوب كان سيجعل القصة أقل جاذبية
القصص تجعل المحتوى أكثر إنسانية وواقعية، وتخلق تواصلًا أعمق مع الجمهور. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد، يتذكر الناس القصص بنسبة 22 ضعفًا أكثر من المعلومات العامة أو الحقائق المجردة
خطوات رواية قصة ناجحة
إذا كنت ترغب في الاستفادة من قوة السرد القصصي في محتواك، فإليك الخطوات التي يمكنك اتباعها
اعرف جمهورك أولاً
قبل أن تبدأ في سرد القصة، عليك أن تعرف من هو جمهورك. ما هي اهتماماتهم؟ ما هي المشاكل التي يواجهونها؟ عندما تعرف جمهورك بشكل جيد، يمكنك بناء قصة تتناسب مع احتياجاتهم وتلامس مشاعرهم
وفقًا لدراسة من Content Marketing Institute، فإن 88% من المسوقين الذين يركزون على جمهورهم يشهدون نجاحًا أكبر في حملاتهم
حدد هدف القصة
فكر في الهدف من وراء سرد القصة. هل ترغب في زيادة الوعي بعلامتك التجارية؟ أم ترغب في دفع جمهورك لاتخاذ إجراء معين؟ عندما يكون لديك هدف واضح، يمكنك أن تصوغ القصة بطريقة تحقق هذا الهدف
قدّم قيمة حقيقية
كل قصة يجب أن تقدم شيئًا ذا قيمة للجمهور. سواء كانت هذه القيمة عبارة عن نصيحة عملية، درس مستفاد، أو معلومة جديدة، الجمهور يقدّر القصص التي تضيف شيئًا حقيقيًا لحياتهم
تشير إحصائيات HubSpot إلى أن 45% من المستهلكين سيتخلون عن علامة تجارية إذا لم تقدم لهم محتوى قيّمًا
وهذا يعني أنك إذا استخدمت رواية القصص في صناعة المحتوى القيم سوف تفوز
أدخل عنصر التحدي أو المشكلة
لا توجد قصة دون صراع أو تحدٍ. الصراع هو ما يجعل القصة مثيرة ويشد انتباه الجمهور. هذا التحدي يجب أن يكون مرتبطًا بمشاكل أو اهتمامات جمهورك، مما يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من القصة
أحد الأمثلة الناجحة على ذلك هو حملة "Just Do It" لشركة Nike، التي ركزت على تحديات الرياضيين وكيفية التغلب عليها.
قدّم حلًا أو تحولًا إيجابيًا
بعد تقديم المشكلة، يجب أن تنتهي القصة بحل أو تحول إيجابي. يمكن أن يكون هذا الحل مرتبطًا في خدمتك، مما يظهر كيف يمكن أن يساعد جمهورك في تحسين حياتهم
هذا الأسلوب يعزز الثقة ويشجع على اتخاذ الإجراءات المطلوبة
أضف تفاصيل تساعد على التخيل
التفاصيل الحسية هي ما تجعل القصة تنبض بالحياة. استخدام تفاصيل مثل وصف المكان، الصوت، أو حتى الجو العام للقصة، يساعد الجمهور على تخيل القصة وكأنهم يعيشونها
على سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن استخدام الكلمات التي تثير الحواس يزيد من تفاعل القارئ بنسبة 30%
الخلاصة
السرد القصصي ليس مجرد أداة لجذب الانتباه، بل هو فن يمكن أن يعزز التواصل بينك وبين جمهورك، ويبني علاقة أقوى معهم. عندما تستخدم السرد القصصي بذكاء، يمكنك تحويل محتواك من مجرد نصوص عابرة إلى تجارب محفورة في ذاكرة جمهورك
باتباع هذه الخطوات، يمكنك أن تصنع محتوى يصل إلى ملايين الأشخاص، ويترك أثرًا دائمًا في نفوسهم. إن القوة الحقيقية للسرد القصصي تكمن في قدرته على جعل الناس يشعرون، وهذا هو ما يجعلهم يتذكرونك ويعودون لمحتواك مرة بعد مرة